الرئيسية

/ هاروكي موراكامي

/

/ كافكا على الشاطئ

المصدر : ملخصات كتب

الملخص

في عالم نخوض به الكثير من التجارب ، و تجتمع الكثير من العوامل فيه لتشكيل شخصياتنا ، يبقى للماضي حصة الأسد في صنع مستقبلنا، و تبقى متعة التجربة و محاولة البحث عن الذات و خوض غمار الحياة بما تحمل لنا في طياتها من مفاجآت هي الجوهر الأساسي لها.

في رواية كافكا على الشاطئ نخوض في فصولها التسعة و الأربعون تجارب لعدة أشخاص ، لتتشابك القصص في النهاية و نكتشف الرابط بين هؤلاء الأشخاص.

في البداية يحدثنا الكاتب عن صبي في الخامسة عشرة من عمره، يقرر يوم مولده الهرب من والده بحثاً عن أمه و أخته اللتان تركتاه مذ كان في الرابعة من عمره،و هرباً من مصيره الذي تنبأ له به والده،

حيث يشير هنا الكاتبة إشارة واضحة لعقدة أوديب، يصادق كافكا شاب يدعى أوشيما ، و يكتشف فيما بعد أنه مخنث ، و لكن ذلك لا يؤثر في صداقتهما.

في زمن الحرب العالمية الثانية نعيش فصول رواية أخرى لمعلمة تخرج تلاميذها للتنزه في الطبيعة، فتحدث حادثة غريبة حيث يدخل جميع التلاميذ في حالة من الغيبوبة المؤقتة،

يستعيد الجميع بعد فترة وجيزة وعيه ما عدا تلميذ واحد ينقل إلى المستشفى، و بعد عدة أشهر من الغيبوبة يستعيد وعيه فاقداً الذاكرة.

يقيم كافكا علاقة مع صاحبة المكتبة التي تكبره سناً ، فتتحقق بذلك نبوءة والد كافكا الأوديبة ، لأن هذه السيدة هي نفسها والدة كافكا.

ناكاتا عجوز لطيف له مقدرة عجيبة على التحدث مع القطط ، و إحداث ظواهر غريبة، و لكنه ينعت نفسه دائماً بالغبي و ذلك لأميته.

يخبره قطه في يوم من الأيام أن له نصف ظل ، فتبدأ رحلته للبحث عن نصف ظله الآخر.

و خلال رحلته يصطحب معه هوشينو الذي يتفرغ تماماً لهذه الرحلة بهدف مساعدة ناكاتا الرجل الأمي الذي لا يستطيع التصرف وحده،

يسرد الكاتب العديد من الأمور الغريبة التي يفعلها ناكاتا خلال رحلته ، حيث يساعد الناس في العديد من المواقف .

يقتل ناكاتا والد كافكا و هو نحات ماهر بطلب منه ، في ظروف سيريالية مليئة بالمعاني ،

حيث ينطلق ناكاتا و هوشيمو ليبحثا عن حجر المذهل الذي سيساعده على استعادة نصف ظله المفقود.

تعترف المدرسة بعد فترة من تظليل التحقيقات ، بأنها المسئولة عن حادثة الأطفال و ذلك برسالة ترسلها إلى أحد الأطباء المسئولين عن ملف الأطباء لإراحة ضميرها،

لنكتشف هنا أن الطفل هو نفسه ناكاتا و أن المدرسة هي نفسها صاحبة المكتبة.إقرأ رواية ظل الريح (مقبرة الكتب المنسية)

خلال رحلتهما يدخل كل من ناكاتا و هوشيمو إلى حجرة في مكتبة، ليجدا صاحبة المكتبة بانتظارهما ،

حيث أنها كانت تعرف أن الماضي سيلاحقه و أنه قادم لا محال، و تعطي ناكاتا قبل أن يوصلها إلى قدرها المحتم و هو الموت ،

تعطيه رسالة كانت قد دونت فيها خلال رحلة انتظارها أشياء ، طالبةً منه حرقها بعد موتها و فهلا تسلم الروح و ينفذ ناكاتا وصيتها فوراً ، وسط ذهول هوشيمو الذي كان يريد أن يعرف ما في تلك الرسالة.

رواية فلسفية بامتياز يتناوب السرد الزاخر بالخيال بين قصص هؤلاء الأشخاص ،

حيث تتداخل الأحداث المليئة بالغموض و عدم المنطقية ،مع استعراض مغدق لثقافة الشرق و الغرب، فتجد نفسك قافزا بين الواقع و الخيال و الرمزيات .

فمن الماضي و تأثيره على المستقبل ،إلى الحب النابض بالشغف، مروراً بالسعي لمعرفة الذات ، وصولاً لفكرة الموت كجزء لا يتجزأ من الحياة،

تجد نفسك تنهي هذه الرواية دون إحاطة كاملة بمعانيها ، تاركةً إياك حائراً طالباً للمزيد ، أو متقاعساً حتى عن إكمال نصفها.
اقتباس(1)
” مع كل فجر جديد لا يكون العالم هو نفسه ، ولا تكون انت الشخص نفسه ”
اقتباس(2)
” أعود إلى قاعة القراءة , أغوص في الأريكة وفي عالم الف ليلة وليلة وببطء , كما تتلاشى الصورة في فيلم سينمائي يبدأ العالم الحقيقي في التبخر من ذهني , أصبح وحيداً داخل القصة وهذا إحساسي المفضل”
اقتباس(3)
“كل مافي الأمر : أنها بهدوء شديد وبثبات شديد أيضاً ، تتجه نحو الموت ، أو أن الموت يتجه إليها”
اقتباس(4)
(عرّف جان جاك روسو الحضارة بأنها عندما يبني الناس الأسوار. ملحوظة ثاقبة جداً. وحقيقية – كل الحضارة نتاج لنقص الحرية داخل الأسوار, سكان أستراليا الأصليون هم الاستثناء الوحيد، إذ انشأوا حضارة بلا أسوار، ظلّوا متمسكين بحريتهم بأيديهم وأسنانهم حتى القرن السابع عشر. كان يمكنهم الذهاب أينما شاؤوا، ومتى شاؤوا، كانت حياتهم ترحالاً بملّء معنى الكلمة . المشي هو الاستعارة الصائبة لوصف حياتهم, وعندما جاء البريطانيون وبنوا الأسوار ليضعوا مواشيهم في حظائر، لم يستطع سكان أستراليا الأصليون أن يفهموا، ولجهلهم الهدف من ذلك من حيث المبدأ، تمّ تصنيفهم كأشخاص خطرين وغير اجتماعيين وسيقوا بعيداً، إلى البراري. لهذا أريدك أن تكون حذراً. من يبني أسواراً عالية وقوية يبقى في أفضل حال. أنت تنكر هذه الحقيقة فقط عندما تكون أنت نفسك مهدداً بأن تساق إلى البرية ”
اقتباس(5)
” بركة ماء مظلمة تحاصرني, على الأرجح أنها موجودة طوال الوقت. مختبئه في مكان ما. لكن عندما يحين الوقت تندفع مياهها في صمت، تقشعر كل خلية في جسمك, تغرق في ذلك السيل الجارف محاولا التنفس. تحاول الوصول الى منفذ ما عند سطح الماء … تكافح، لكن الهواء الذي تفلح في تنفسه جاف يلسع حنجرتك. ماء و عطش، برد و حرارة – أضاد تجتمع ضدك . العالم كون واسع، لكن الفضاء الذي سيحتويك _ و الذي ليس بالضرورة أن يكون كبيرا جدا – لا وجود له. تبحث عن صوت. فماذا تجد ؟ الصمت. تبحث عن الصمت، فماذا تسمع؟ ليس إلا نذير الشؤم إياه يعيد نفسه مراراً.”
اقتباس(6)
” قد يكون الموت سبيله الوحيد لكي يعود مرة أخرى و يكون ” ناكاتا الطبيعي” الذي تحدث عنه.”