ملخص كتاب غربة الياسمين
المصدر : عميد الكتب
الملخص
“منذ صغرها توصيها أمها بألا تتحدث إلى الغرباء أو تأخذ منهم شيئا .. لكنها حين التقت ذلك الغريب رمت بكل وصاياها عرض الحائط”
تبدأ الكاتبة بسرد قصة الفتاة المصرية و المحامية رنيم و الساكنة في مرسيليا بفرنسا ...و التي كانت ملقاة على سرير المستشفى و تأثير المخدر لا زال يأثر عليها فحالتها تدهورت بعد العملية الاولى أكثر ..عندما فتحت عيناها سألت الممرضة عن ميشال إذا اتصل بها أم لا !؟ لكن رد الممرضة لم يتغير في كل مرة سألت فيها عنه كانت تهز برأسها بعلامة النفي ...دخلت ممرضة أخرى لتغير اللحاف واقتربت من الممرضة الأخرى و ألقت نظرة على رنيم التي أغمضت جفنيها همست : أشفق عليها حقا ..تبرعت له بكليتها ، فتحسنت صحته و تعكرت صحتها و لم يسأل عنها منذ ذلك الحين...حاولت رنيم أن تطمأن نفسها و تلتمس أعذار لغيابه لكنها لم تستطع أن تسيطر على نفسها ، ذهب أثر التخدير و أصبح بإمكانها أن تتحكم في جسدها ..وقفت بصعوبة و ارتدت ملابسها و تسللت بهدوء حتى وصلت إلى بوابة المستشفى الخارجية ..ركبت في أول سيارة وجدتها متجهة إلى شقة ميشال..ميشال كان مديرها و مقرب منها جدا ، كانت ذراعه الأيمن في القضايا الهامة التي يتولاها و أيضا في السهرات الخاصة التي يقيمها في شقته ، خصوصا ان رنيم نشأت بعائلة متفتحة و لم يحاسباها أبدا على تصرفاتها و لم يعاتباها على اسرافها في امر ما ، لذلك لم تكن تضع حدود معينة تقف عندها طموحاتها ..كانت حياتها مزيج بين التضارب و التناقض مثلا تجدها في مجالس بها الخمور و لكنها لا تمد يدها إليها و لم تسمح لأي رجل ان يتجاوز حدوده معها ..كانت فتاة فريدة في شخصيتها ...حين وصلت إلى شقة ميشال فقرعت بابه بقبضتها بما تبقى لها من طاقة إلى أن فتح الباب أمامها، حين فتح لها تفاجئ من وجودها أمامه فأدخلها و أجلسها على الأريكة في تلك اللحظة دار مفتاح في قفل باب الشقة و ظهرت شابة شقراء تدعى كلوديا بملابس نوم ...فانفجرت رنيم باكية غاضبة قائلة : ألم تفكر في انني قد أحتاجك في هذه الفترة ؟ رد عليها بانه لن ينسى ما فعلته من أجله و إذا ارادت أن يدعمها ماليا فاليفعل ! لأنه يحبها كصديقة عزيزة فقط و أنه ليس مستعدا للزواج معها ...إذا استغلها ليحصل على كليتها فقط ..بعد حوار حزين أخبرته بأنها لم تعد ان تراه مجددا و بأنها ستستقيل من العمل ...عادت رنيم إلى المستشفى خائبة ضعيفة بعدما نزف جرحها و اعيدت لها العملية للمرة الثالثة و بالرغم من هذا كله إلى أنها لا زالت متأملة بأنه يعود و يعتذر لها أثناء فترة الزيارة ..لكنه لم يأتي و إنما أرسل باقة ورد تحمل رقم هاتف معين ، فاتصلت على ذلك الرقم بلهفة إلى أن جاءها الرد من مدير شركة اخرى حدثه ميشال عنها و شكر خصالها المهنية لكي تعمل لديه بعدما استقالت من مكتب ميشال..ثم اغلقت الخط و استلقت على سريرها و استسلمت للبكاء .كيف خامرها الأمل للحظة واحدة ؟لكن مهما كانت خسارتها بفقدانه كبيرة فالبكاء من أجله خسارة أكبر ...غادرت المستشفى منذ أسبوع بعد عملية مقاومة طويلة لتعليمات الأطباء ، و انطلقت في القطار المتجه إلى باريس لأن بقاؤها في مرسيليا يعني هواجي مستمرة و عذاب نفسي فقط فباريس وجهة ممتازة تفصلها عنه نحو سبعمائة متر و ستمنح نفسها فرصة بداية جديدة بعيدا عنه خصوصا لأنها وافقت على ذلك العمل ، اذا ستبدأ مرحلة جديدة في حياتها ...كما أنها طلبت من والدها أن يستأجر لها شقة كبيرة في باريس لأنها لا تملك الكافي لذلك خصوصا أنها بنت مبدرة جدا و تعشق البرستيج و والدها الثري يساعدها بذلك ...وافق ابيها و وفر لها شقة جميلة و كبيرة و لكنه لم يستطع أن يرسل لها المبلغ ااذي تحتاجه في تلك الفترة لأنه تجاوز مبلغه السنوي الذي يمكنه أن يحوله إلى خارج البلاد ..فوقعت رنيم في ازمة مالية حقا و لم تجد الحل لهذه الأزمة ...فلم تكن تخطر ببالها فكرة واحدة فقط و هي أن تستأجر إحدى الغرف من شقتها ..
ثم انتقلت بنا الكاتبة إلى البطلة التونسية ياسمين المتحجبة التي احطت طائرتها في مطار ليون بفرنسا لكي تقيم بمنزل أبيها قصد اتمام رسالة الدكتورا ...فوجدت إيلين زوجة أبيها بانتظارها هناك واخبرتها بان أبيها مسافر لذلك لم يستقبلها لكنه سيكون هناك في نهاية الأسبوع ..إيلين زوجة أبيها منذ 18 سنة تعوضت على رؤيتها كل صيف و على رؤية أولادها ريان و سارة بالرغم من أن ابيها ميزهما عنها لكنها تحبهم ولم تحقد عليهم ..حين وصل إلى ذلك البناء الشاهق و به حديقة صغيرة ، رفعت ياسمين رأسها ببطء لتطالع واجهة البيت للحظات بنظرات خالية من التعبير و لفتت انتباهها لوحة زخرفية قرب البوابة كتب عليها ", إقامة عائلة كلود ", تسائلت في نفسها من يكون كلود ؟...ياسمين ازدادت بفرنسا ثم عادت بها امها لتونس عند عمرها الرابع لكي تعلمها و تربيها على مبادئنا الإسلامية و لكي تتقن اللغة العربية...في صباح الغد اجتمعت ياسمين بجل العائلة لكنها لم يسبق أن اجتمعت بهم دون أبيها ، حين تصادفت بأخويها وجدتهم قد كبرا و تغيرا شكليهما...ريان لأن يبلغ 17 ربيعا و سارة 15 سنة ، ذهبت لتعانقهما في اشتياق لكن لم يخفي عليها برودهما الغريب و ابتسامتهما المحرجة ...هذا لأنها أصبحت متحجبة ...فعلقت عليها سارة بسخرية بأن شكلها أصبح ممل مثل الجدة ، في جملة واحدة سخرت من جدتها و بتعاليم الإسلام ...بعد بضعة أيام نظمت حياتها على وقع الأنشطة التي حددت من أجلها سلفا ، كانت تبدأ نهارها بدروس الحساب ثم ترجع عند الظهر لتناول الغذاء رفقة إيلين ، أما أوقات فراغها التي تمتد على باقي الساعات فقد ملأتها بالقراءة ...حين ركبت الميترو كانت الحركة في أوجها مثلما وهي العادة في أوقات الذروة . في يومها الأول أحست بكل الأعين تتجه نحوها ، تتفحصها بدقة بنظرة اشمئزازية ، انشغالها بالكتاب هو الحل لشغل فراغها ، أمسكت بأحد الأعمدة المعدنية و أخرجت كتابها ", الهويات القاتلة ", ..فجأة تأرجحت عربة المترو بشدة مع فرملة السائق ، كادت أن تفقد توازنها و صارت تتشبق بالعمود ، حتى لا تصطدم بالمسافر الذي يقف أمامها . لكن الكتاب أفلت من يدها ووقع على الأرضية لكن كفا ما سبقتها و امتدت لتتناوله ، حين رفعت رأسها لمحت شابت ذا ملامح عربية كان يقف قبالتها . لاحظته حين صعدت للمترو بانزواءه ليبتعد عن الأجساد البشرية التي تتلامس أحيانا ..كان بودها لو تحذو حذوه لو لا ضيق المجال ....ناولها الكتاب فشكرته و أخبرها بأنه قرأه من قبل و يدعو إلى التفكير خصوصا لمن يعيش غربة الوطن ردت عليه بأنها لا زالت في المقدمة فقط ...ذهبت ياسمين إلى أكثر من شركة لكي تحدد مقابلة عمل لكن دائما كان حجابها هو العائق و المشكلة الوحيد ة ، لكنها كانت متيقنة من نفسها و من ديانتها و بأن الله يرى كل شيء و لا بد من ان تجد عمل يليق بمقامها ...لكن دون جدوى...و تعودت كل يوم على ركوب المترو و تجلس بمكانها المعتاد لتجد ذلك الشاب ",عمر ", ليغوصان في حديث مشوق عميق عن الكتب ..في وسط ضغوطات الكثيرة التب تحيط بها ، كانت هذه هي الفسحة اليومية القصيرة التي تخرجها من الرتابة المعتادة .حين تكون صباحا في عربة قطار الأنفاق ، تنتظر بفارغ الصبؤ ما تسميه ", لقاؤها الثقافي اليومي ", ...ذات صباح انهى والدها فطور الصباح البروفيسور الكبير كمال عبد القادر أو سامي كلود ..لقد غير كنيته من أجل ايجاد سهولة في تعامله بفرنسا ...قام بإيصالها إلى شركة صديقه من أجل مقابلة عمل بالواسطة في باريس ، فهي لم تجد البديل ..لكن ركوب المترو أصبح عادتها و مغامرتها اليومية كيف ستتخلى عنها !
كما تعمقت الكاتبة بسردها قصة عمر ذلك الشاب المنحدر من بلاد المغرب الذي يشتغل في شركة للكيمياء و يعمل على مشروع كبير حول الطاقة النظيفة و الذي بدوره يدرس لذى البروفيسيور الكبير سامي كلود ..و بعد عدة أحداث يتسبب عمر في انفجار عنيف في شركة الكيمياء. يموت على إثره عدة أشخاص و يصبح هو المتهم الوحيد في هذه الحادثة و يتسمى هذا الإنفجار بعمل ارهابي و لأنه مسلم أتهم بكونه إرهابي ....
ثم تبدأ الكاتبة في نسج أحداث إلتقاء كل هذه الشخصيات مع بعض بعدة أحداث اخرى رائعة و مشوقة في أحداثها و التي تهتم بمعالجة قضايا الشباب المسلم في عصرنا الحالي ....
كتب اخرى للمؤلف
كتب فى نفس التصنيف