الرئيسية

/ محمد الغزالي

/

/ جدد حياتك

المصدر : freecoursesa ndbooks

الملخص

الذي وازن فيه تقاليد الإسلام مع حضارات الغرب في أداب النفس والسلوك.

فقد رد كتاب ” دع القلق وابدأ الحياة” للكاتب ديل كارنيجي إلى أصوله الإسلامية،

واستشهد بالأحاديث المأثورة عن نبينا صلى الله عليه وسلم.

فقال الشيخ محمد الغزالي في مقدمة كتابه: وفي هذا الكتاب مقارنة بين تعاليم الإسلام،

و بين أنظف ما وصلت إليه حضارة الغرب في أدب النفس والسلوك.

كم من عبقريات خسيسة مرغتها في الوحل خصومات خسيسة!!

إن وقائع الحياة أعتى مما نتمنى، ودسائس الحاقدين ومكايدهم ومؤامراتهم لا تنتهي حتى تبدأ.
ولد الإمام الكبير الدكتور محمد الغزالي في قرية نكلا العنب في محافظة البحيرة في 22 سبتمبر عام 1917،

حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره وبدأ دراسته في معهد الإسكندرية وتخرج منه بعد اجتياز المرحلة الثانوية،

ثم التحق بعد ذلك بكلية أصول الدين بالقاهرة،

وذهب إلى الجزائر عام 1984 ليقوم بتدريس العلوم الإسلامية في جامعة الأمير عبد القادر

وله مسيرة تعليمية حافلة حتى عام 1981 عين وكيلاً لوزارة الأوقاف المصرية،

وقام بتأليف العديد من المؤلفات الهامة في علوم الدين أهمها: السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث، وفقه السيرة ، وخلق المسلم وغيرها الكثير.
قدم الغزالى هذا الكتاب ليقوم بتأصيل دور الإسلام في حياة الفرد والمجتمع، ولكل من يجهل أصول الدين الإسلامي.

تناول الشيخ الغزالي العديد من الموضوعات في هذا الكتاب حيث تكلم عن الفطرة الإنسانية،

وأن الإسلام دين الفطرة و ذكر أن آفة الأديان غالبا جاءت ممن يتسمون برجال الدين لغياب البصيرة والفطرة اللازمة لاستيعاب الدين.

كتاب جدد حياتك بمثابة كنز لا يعلمه الكثير ينبغي على أي شخص قبل أن يقرأ أي كتاب أن يقوم بقراءة كتاب جدد حياتك أولاً

حتى تتضح له الصورة الكافية.

إن الحال في كل زمان تحتاج إلى أمداد سريعة من المساندة أو العزاء،

لتعيد إلى الموهوبين ثقتهم بأنفسهم وتشجعهم على المضي في طريقهم دون يأس أو إعياء.

إنهم في حاجة لأن يقال لهم لا تأسوا، فإن ما تتوجسون من نقد أو تجاهل هو كفاء ما أوتيتم من طاقة أو رسوخ.
في هذا الملخص سنذكر بعض من النقاط المهمة الواردة بالكتاب:

1- جدد حياتك

تكلم الشيخ الغزالي في أول قسم من أقسام كتاب جدد حياتك فعرض مشكلة التسويف التي تواجه معظم الشباب الآن ونقل لحل المشكلة عن طريق القرآن والسنة.

فلا يجب أن تعلق حياتك بناءاً على أمنية يلدها الغيب، فإن هذا الإرجاء لا يعود عليك بخير.

كما إن الحاضر الذي بين يديك الآن والظروف التي نواجهها اليوم سواء كانت باسمة أو كاحلة لهي أفضل مائة مرة من التي تنتظرها لذا فلا مكان لإبطاء أو تسويف.

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل، ويبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار) رواه مسلم.

واستدل أيضاً بقول النبي صلي الله عليه وسلم: (النادمُ ينتظرُ منِ اللهِ الرحمةَ والمعجبُ ينتظرُ المقتَ، واعلموا عبادَ اللهِ ! أنَّ كلَّ عاملٍ سيقدُم على عملهِ، ولا يخرج منَ الدنيا حتى يرى حسنَ عملِهِ وسوءَ عملهِ، وإنما الأعمالُ بخواتيمِها، والليلُ والنهارُ مطيَّتانِ، فأحسنوا السيرَ عليهما إلى الآخرةِ، واحذروا التسويفَ ؛ فإنَّ الموتَ يأتي بغتةً، ولا يغترَّنَّ أحدُكم بحلمِ اللهِ عز وجل ؛ فإن الجنةَ والنارَ أقربُ إلى أحدِكم من شِراكِ نعلهِ . ثم قرأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8) ) .

كم هو جميل أن يعيد الإنسان ترتيب حياته بين الحين و الآخر فإذا وجد اعوجاج أو مشكلة سعى إلى حلها وعدم تكرارها مرة أخرى.

إن الإنسان يحتاج إلى عودة ليجدد نفسه وحياته، وأن يعيد تنظيم حياته بطريقة أفضل، ويستأنف مع ربه علاقة أفضل، وعملاً أكمل.

إن الإنسان إذا ملك نفسه وملك وقته يقدر على فعل الكثير دون انتظار إمداد من الخارج تساعده على ما يريدانه بقواه الكامنة وملكاته المدفونة يستطيع أن يبني حياته من جديد.
عش في حدود يومك
من الأقسام المهمة في كتاب جدد حياتك والذي تكلم فيه الشيخ الغزالي عن مشكلة الخوف من المستقبل.

وقال: أن من أخطاء الإنسان أن ينوء عن حاضره بأعباء مستقبله الطويل،

وما أسرع الوساوس والأوهام التي تخالط عقلك عش في حدود يومك فذاك أجدر بك، وأصلح لك.

لقد أفادنا ديل كارنيجي في كتابه بعدداً من التجارب والخبرات التي سار بها كثير من أصحابه الذين انغمسوا في حاضرهم،

وأهدوا لنا خلاصة تجاربهم في هذا القول: ( ليس لنا أن نتطلع إلى هدف يلوح لنا باهتاً من بعد، وإنما علينا أن ننجز ما بين أيدينا من عمل واضح بين).

والعيش في حدود اليوم يتسق مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا).

إنك تجمع الدنيا وما فيها بهذه النعم فحذار أن تحقرها.

بل إن من الدين في حظره للإسراف وحبه للاقتصاد إنما يؤمن الإنسان على مستقبله،

بالأخذ من صحته لمرضه، ومن شبابه لهرمه، ومن سِلمه لحربه.

قال الشاعر:

سَهِرَت أَعيِنٌ وَنامَت عُيون في أُمورٍ تَكونُ أَو لا تَكون
فَاِدرَأِ الهَمَّ ما اِستَطَعتَ عَن النَفــسِ فَحِملانُكَ الهُمومَ جُنونُ
إِنَّ رَبّاً كَفاكَ بِالأَمسِ ماكانَ سَيَكفيكَ في غَدٍ ما يَكونُ
كما ذكر الشيخ محمد الغزالي في كتابه جدد حياتك مقولة ستيفن ليكوك:

(ما أعجب الحياة!!
ويقول الغلام عندما أترعرع فاصبح شابا

ويقول الشاب: عندما أـزوج فاذا تزوج قال عندما اصبح رجلا متفرغا فاذا جاءته الشيخوخة تطلع على المرحلة التي قطعها من عمره

فإذا هي تلوح وكأن ريحا باردة اكتسحتها اكتساحا..

إننا نتعلم بعد فوات الاوان في ان قيمة الحياة في ان نحياها، نحيا كل يوم منها وكل ساعة).
كيف نزيل أسباب القلق؟
قال الله تعالى: (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36).

تكلم الشيخ محمد الغزالي عن أسباب القلق و عرض رأي ديل كارنيجي في كتابه ثم ذكر رأيه في هذه المشكلة،

وهي أن نفصل عاطفتنا عن تفكيرنا.

وذكر الشيخ أن هذا ما ندعو به الله في كل صلاة (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ).

فقد قال كارنيجي أن تحليل المشكلة والخلاص منها يجب أن يقوم على ثلاثة خطوات:

1- استخلاص الحقائق منها. 2- تحليلها. 3- اتخاذ قرار حاسم والعمل بمقتضاه.

وذكر بالنسبة للخطوة الأولى أن استخلاص الحقائق فإنه يتصيد منها ما يعضد الفكرة الراسخة في ذهنه.

والعلاج هو أن نفصل بين عاطفتنا وتفكيرنا و أن نستخلص الحقائق المجردة بطريقة محايدة.

قال الشاعر

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا
آفات الفراغ
إذا كان العمل رسالة الأحياء فإن العاطلين موتى.

وقد نبه النبي إلى الغفلة التي يقع فيها الكثير والكثير عما وهبوا من نعمة الصحة ونعمة الفراغ،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ).

فكم من سليم الجسد ممدود الوقت يتلعثم ويضطرب في هذه الحياة بلا عمل ولا أمل بل وبلا رسالة أيضاً.

ألهذا خلقنا؟.
اقتباس من ذهب من كتاب جدد حياتك
وما أصدق من قول الشافعي حين قال: (( إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل)).

وهذا صحيح فإن النفس إذا لم تشغل ولم تنشغل بكثير من أعمال الخير والفلاح والإنتاج تنشغل بالهوى الباطل و والمهازل،

ويسير المرء في دوامة لا عودة منها.

واختصر ديل كارنيجي قوله: ( إننا لا نحس أثراً للقلق عندما نعكف على أعمالنا، ولكن ساعات الفراغ التي تلي العمل هي أخطر الساعات طراً).

وهذا القول إذا فكرت فيه تجده صحيحاً مئة بالمئة فإذا كنت تعمل فساعة العمل هذه لا تفكر بشئ سوى العمل فقط،

أما حين تنتهي من العمل وتجده نفسك في فراغ ذهنك يبدأ بالتفكير والانشغال الدائم بالحياة ومصائبها.

إن ما لا يعجب الغي يجب أن يرتضيه الراشدون. و إذا استوحشت من صنوف الناس فإلى رب الناس المفزع: (رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين).

5- لا تبك على فائت

من الأقسام المميزة في كتاب جدد حياتك والتي عرضها الشيخ الغزالي بروعة،

وهو أن الله أمر عباده بالرجوع للماضي و أن يستعرضوا أحداثه لكي يتعظوا و يعتبروا.

يقول الله تعالى (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) سورة الحشر.

والرجوع إلى الوراء لكي نأخذ عبرة أو عظة حتى لا تتكرر في المستقبل مرة أخرى،

أما إذا كان العودة إلى الوراء من أجل تكرار الحزن وتجديد الندم وقول ليت، ولو فهذا ما يكرهه الإسلام.

فقد نبه القرآن بعد غزوة أحد قال للباكين على القتلى: لو بقيتم في بيوتكم ما طالت لكم حياة ولا امتد لكم أجل.

فقد قال الله تعالى (يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ) سورة آل عمران.

وفي هذا قال الرسول أيضاً : (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنِّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان). رواه مسلم

إن المجد والنجاح والإنتاج تظل احلاما لذيذة في نفوس أصحابها،

وما تتحول حقائق حية الا اذا نفخ فيها العاملون من روحهم، ووصلوها بما في الدنيا من حس وحركة.
الخاتمة
في هذا الملخص ذكرنا جزءاً من كنزٍ ثمين من كتاب جدد حياتك،

من الكتب التي يجب أن نقرأها في بداية حياتنا لذا أنصح وبشدة قراءة هذا الكتاب ولأننا لم نذكر إلا اليسير من الكتاب.

ففي الكتاب أجزاء لم نذكرها مثل لا تدع التوافه تغلبك على أمرك،

وبين الإيمان والإلحاد وروحانية الرسول و الثبات و الأناة والإحتيال وغيرهم الكثير.

ذكر الغزالي في خاتمة كتاب جدد حياتك دور علماء المسلمين في نشر الدين وأن يكون ذو علم في علوم الحياة لا علوم دين فقط.