كثيرة هي الدراسات المعاصرة التي تناولت موضوع الأمن القومي العربي بشكل خاص، ومشكلاته مع دول الجوار الآسيوي (تركيا وإيران) بشكل عام. بيد أن الدراسات التي تناولت موضوع الجوار الأفريقي هي من الندرة بحيث يمكن إحصاؤها ورصدها بسهولة، ولا سيما تلك التي انطلقت من المشرق العربي عموماً والخليج العربي بشكل خاص. وتأتي هذه المحاولة لتسليط الضوء على مشكلات الأمن القومي العربي مع جواره الإفريقى، ولا سيما تلك المشكلات المتعلقة بالمياه والأقليات والجماعات الإثنية واللاجئين ومشكلات الحدود والأقاليم المتنازع عليها والصراعات المتعلقة بالخيارات الفكرية والعقائدية، فضلاً عن تداخلات العلاقة مع القوى الإقليمية والدولية، وخاصة الكيان الصهيوني في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وتضمنت الدراسة لمحات عن جميع دول الجوار الأفريقي من أثيوبيا وحتى السنغال مروراً بدول الجزام الأفريقي واحدة إثر الأخرى، بما في ذلك أرتيريا. وتناولت الدراسة أيضاً المتغيرات المحلية الخاصة بكل دولة من الدول الأفريقية موضوع الدراسة، للاطلاع على إمكاناتها وقدراتها المحلية من جهة وارتباطاتها الخارجية من جهة أخرى.