لم تكن الحرب العالمية الثانية وليدة ساعتها بل مهدت لها ظروف عدية إذا كانت الهدنة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى مجرد فترة سلم مؤقت وكان العالم يسير نحو الحرب بخطى سريعة بعد انهيار عصبة الأمم التي عقد العالم الآمال عليها. ولقد اندلعت الحرب أولاً في أوروبا وانتقلت إلى أفريقيا والبحر المتوسط مع إعلان إيطاليا الحرب على بريطانيا وفرنسا اعتباراً من 11حزيران.

فتبدل الموقف العسكري وبدأ البريطانيون يواجهون العدو بمفردهم فاضطروا لإيقاف تنقلات الأسطول التجاري في البحر الأبيض المتوسط لاستعمال طريق رأس الرجال لصالح الطويل. وأصبحت القوات الإيطالية المحتشدة في ليبيا والحبشة تهدد مصر والسودان والصومال البريطاني.

في هذا الكتاب يعرض العميد الركن شكري محمود نديم تفاصيل حرب أفريقيا الشمالية. فعرض في الباب الأول للموقف الدولي العالم قبيل الحرب العالمية الثانية واندلاعها تطور الأحداث كما عرض للموقف في مصر وأفريقيا الشمالية وقدم وصفاً عاماً لساحة الحرمات. وفي الباب الثاني استعرض المؤلف الموقف الحربي العالم، والموقف على الحدود المصرية الليبية وتقدم المارشال غرازياني والخطة البريطانية للهجوم المقابل كما يقدم وصفاً لمعركة سيدي براني، وعملية احتلال برقة التي قام بها الجنرال ويغل ويعرض لأهم الدروس المستحصلة من تلك العمليات.

وفي الباب الثالث شرح للموقف الحربي العام على الجبهة الليبية ووصف لهجوم رومل الأول ومشاكل الجنرال ويفل. أما في الباب الرابع فيستعرض هجوم الجنرال أو كتلك وتعرض المحور المقابل الثانى ومعركة سيدي رزق وانسحاب الجنرال رومل في حين خصص الباب الخامس للحديث عن زحف القوات المحورية الثاني نحو مصر ومعركة الغزالة التي اتضحت فيها عبقرية رومل وطبيعة منطقة العلمين ومعركة علم حلفا التي اعتبرت من أهم المعارك الدفاعية النموذجية في الحرب العالمية الثانية وتجلت بها مهارة الجنرال مونتغمري.

ويحوي الباب السابع عرضاً شاملاً لمعركة العلمين والاستعدادات التي سبقتها وخطة مونتغمري للهجوم والمطاردة إلى بنغازي. أما الباب الثامن فهو عبارة عن عرض شامل للزيف المزدوج نحو تدنس والموقف العام وتطور خطة الإنزال في شمال وغرب أفريقيا والزحف الأميركي من الغرب وعرض الباب التاسع والأخير لمعركة تونس والهجوم المحوري في الجبهة العربية ومعركة قصرين ومعكرة مدينين ومعركة ماريت ثم التقدم إلى انفيدافيل والتهيؤ للتعرض النهائي ونتائج النصر النهائي في أفريقيا.