وصف الكتاب
من التحديات الرئيسية التي تواجه معظم العاملين في المجال الكلينييك تزويد المضطربين بكل ما يمكنهم من مواجهة عواصف الحياة وظروفها العصبية باتزان ورباطة جأش وبتفاؤل واستبشار؛ وبالتالي تحويل كل ما هو سلبي إلى إيجابي. وعلم النفس الإيجابي في صيغته
التقليدية وبتركيزه عىل كل ما هو خير وصواب للبشر ذو طابع فلسفي شديد التفاؤل ربما بصورة مبالغ فيها؛ لكونه يتجاهل الواقع الموحش للوجود البرشي، كما يمكن القول وبنفس المنطق أن علم النفس الوجودي في صيغته التقليدية، وبتركيزه على دراسة قضايا مثل قلق الموت، انعدام المعنى، الضياع الوجودي، والاغتراب، ذو طابع موغل في التشاؤم والظلامية؛ لكونه لا يلقي با لما يصح تسميته ببهجة الحياة وجوانبها المشرقة، وعلم النفس الإيجابي دون البصرية الوجودية والتحليل الفينومينولوجي ",الظاهر ياتي أو الإدراكي", يمثل ما يصح تسميته باندفاع المراهق نحو الحياة دون تدبر أو عمق في الرؤية والمسار، وعلم النفس الوجودي دون تركيز على مكامن القوة لدى البشر والجوانب الإيجابية للحياة والوجدان الموجب كتاباتٌ نظريةٌ مليئةٌ بالحكمة، ولكن بالحيوية؛ وبالتالي الحاجة ماس ة إلى دمج هذين المسارين معًا ليصُار إلى ما يسميه بعض المتخصصين ",علم النفس الوجودي الإيجابي", أو ",علم النفس الإيجابي الوجودي",، وفقًا لتفضيلات كل باحث عىل حدة. وفي إطار هذا الفهم يأتي تركيز الكتاب عىل الجوانب الإيجابية في الشخصية الإنسانية، ويتكوّن من ستة فصول متكاملة وهي: أصالة الشخصية، السعادة، العفو، السلوك الاجتماعي الإيجابي، التوبة، والتفاؤل. ويأمل المؤلفان د. عاطف الشربيني، ود. محمد أبو حلاوة بإثارة مثل هذه القضايا الإيجابية إلقاء الضوء على مكامن القوة والفضائل الإنسانية التي تجعل الحياة جديرة بأن تعاش.