وصف الكتاب
الريح: محاولة ترميم مذبح عتيق - كلود سيمون
ترجمة: د. زينب عبد العزيز
الناشر: دار الهلال
سلسلة: روايات الهلال عدد 445
الطبعة: يناير 1986
180 صفحة
في 11 أكتوبر 1985 منحت أكاديمية استوكهولم جائزة نوبل في الأدب للروائي الفرنسي كلود سيمون الذي يعد من مؤسسي الرواية الجديدة في فرنسا. ويمكن تلخيص نظرية كلوةد سيمون التي بنى عليها رواياته فيما يقوله ببساطة من أن كل ما يمكن للإنسان أن يبتكره ليس في الواقع إلا إعادة تشكيل للرؤيا والأحداث.. لذلك يهتم بالتعبير عن كل ما يمثل حالة معينة محددة المعالم. ومن المعروف أن أسلوبه من أصعب الأساليب التي نجمت عن تجربة الروية الجديدة.
يقول الناقد الفرنسي إميل هنريو عن رواية ",الريح",:
",إنه كتاب فذ قوي وعميق، ينتمي إلى سياسة النفس الطويل، وذلك من خلال تلك الجمل الطويلة التي تقوم بصياغتها.. إنه واقعي عنيد، موفور الطاقة، قوي، غريب وشمولي.. إن السيد سيمون هو كل هذا. ونتيجة لأسلوبه النشاز فإنني لم أستطع قراءة روايته حتى النهاية رغم العديد من المحاولات. إنها بالنسبة لي وغل عميق",.
نشرت رواية ",الريح", عام 1957، وتدور الخطوط العريضة لهذه الرواية حول شاب نشأ مع والدته بعيدا عن أبيه، إذ فاجأت الأم وهي حامل في الشهور الأولى زوجها يخونها مع الخادمة، فانفصلت عنه، وبعد خمسة وثلاثين عاما تكون الأم قد ماتت، ويموت الأب فيرسل الموثق إخطارا للابن لكي يرث ضيعة أبيه الذي لم يره في حياته. يتعرض البطل أنطوان مونتيس إلى العديد من المواقف الناجمة عن ميراث مزرعة الكروم الشاسعة، وعن تكرار حادثة الخيانة عبر ثلاثة محاور هي: ابن عم أبيه الأرمل وابنتاه، ويمثلون الطبقة البرجوازية أو الأرستقراطية المتداعية، وخادمة الفندق وزوجها الغجري العاطل وطفلتاهما، ويمثلون الطبقة العمالية الدنيا لتلك البلدة الساحلية التي تكتسحها الريح طوال العام تقريبا، ثم المسجل العجوز حارس الأرض وزوجته المتشحة بالسواد واينتهما الغارقة في المساحيق والتي كانت عشيقة الأب المتوفى.