ارض الكتب
|
هدفنا سهولة الحصول على الكتب لمن لديه هواية القراءة. لذا فنحن نقوم بنشر اماكن تواجد الكتب إذا كانت مكتبات ورقية او الكترونية
ونؤمن بان كل حقوق المؤلفين ودار النشر محفوظة لهم. لذلك فنحن لا نقوم برفع الملفات لكننا ننشر فقط اماكن تواجدها ورقية او الكترونية
إذا اردت ان يتم حذف بيانات كتابك من الموقع او اى بيانات عنه، رجاءا اتصل بنا فورا
إذا اردت ان تقوم بنشر بيانات كتابك او اماكن تواجده رجاءا رفع كتاب

قراءة و تحميل pdf فى كتاب : الحلة :عاصمة السخرية العراقية المرة و ذكرى الساخرين

الرئيسية
/ نوفل الجنابي
/
/ الحلة :عاصمة السخرية العراقية المرة و ذكرى الساخرين
ارض الكتب الحلة :عاصمة السخرية العراقية المرة و ذكرى الساخرين

الحلة :عاصمة السخرية العراقية المرة و ذكرى الساخرين

العنوان:الحلة :عاصمة السخرية العراقية المرة و ذكرى الساخرين
المؤلف: نوفل الجنابي
المترجم:
التصنيف:الاداب-الروايات-
دار النشر:
سنة النشر:0
دولة النشر:مصر
اللغة:اللغة العربية

وصف الكتاب

يتنقل نوفل بسردياته بين اللغة الفصحى والمحكية، وهو العارف بسر الكلمات، والقابض على مقدرة سردية بارعة، فيضرم النار في دروب وانفاق تشيع التندر، لكي تتوهج بالكلمات، كاشفة عما هو ضاج بالإغراء والغواية، ما هو متداول في الهواء الطلق أو مخبأ تحت قشرة الأرض، يقبض هنا على تفصيل من تفاصيل سيرة ذاتية، وهناك ينصت الى مروية ساخرة، يترقب في خطواته ما يصادف من شواهد مثيرة، ويلتقط بعدسة مخياله صوراً للأماكن والأبنية، ومن ثم جمع جذاذات تلك المشاهدات والانطباعات والمرويات التي تعكس شدة تأمله وتوتره وانفعالاته، وسكبها كلها على صفحات هذا الكتاب، لينتقل بها من الصمت الى الكلام، في ترسيمة تتداخل فيها مقاطع الحروف مع الألوان، رصفت بحرفية نادرة وأسلوب شيق، تشدك الكلمة الى أختها التي تليها، وتغريك نحو مواصلة السعي وراء لذة القراءة، وتجذبك الى أن تبقى دوماً بالقرب منها، وتحفزك على استكشاف ما يسكن وراء الحروف والكلمات من تفاصيل، غالبيتها تعود لأيام تطايرت على بساط العمر من مرحلتي الطفولة والشباب، حينما كان الوطن وناسه يتلظون بسوط الاستبداد، عاشها نوفل بحلوها ومرها في أشد السنوات حلكة على نغمات تصافي الأحبة، والظاهر أنه في كلا الحالين سواء في مشاهداته أو استماعاته كان يترصد انثيال أفواه الساخرين بدقة، ويوليهم عناية خاصة، ويقوم برحلات الى دواخلهم، يقلب منعطفات حياتهم، ويتعرف على أعماق عقولهم، وينبش ماضيهم وحاضرهم، مما مكنه على تقديم أجواء الحياة الساخرة في عوالم المركز والهامش باستلطاف للقارئ. حياتنا مملوءة بالمدهشات ربما تتجاوز حدود الخيال، تدفعك دفعاً الى مسارب اللاوعي ومسارات اللامعقول، حتى يصح ان يقال الى حد بعيد: الحياة بدون طيش لا معنى لها، ومن الوهلة الأولى تشعر أن ما يسطره نوفل من كلمات منغمة تخرج عن سياق النمطية ومحدداتها، كأنها مرتبطة بشكل وأخر بسلسة من الصور، إذ تتزامل في عباراته دقة التعبير بالتصوير، مما يمنحها قوة على انشداد المتلقي، وتجعله في إحساس متوقد وكأنه بفعل هذه الوشيجة أمام بانوراما من الصور المتسقة تمام الاتساق مع المفردات اللغوية والتراكيب اللفظية، تتشكل في ترسيمة متصلة بحياة الليل والنهار، وعدد من الشخصيات سواء المترفة التي تعيش بلا شقاء، أو المهملة والمقموعة، تلك التي وجدت نفسها على حافة الحياة، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وفيهم ممن خرجوا من الحياة الى الصمت الأبدي دون أن يشعر بهم أحد. لقد دلف نوفل على هواه يسبر غور تضاريس مجتمع مديني عريق، نفذ الى وسط قلبه وتخوم هوامشه، مناطق ومستويات متعددة ومتباينة، منبسطة ومتجعدة وغائرة وشائكة، متلونة بألوان براقة وخافتة، مضيئة ومعتمة، وعامرة بالحياة أنفاس وروائح ونغمات وضجيج وآهات، ولكل منها صوت وصدى، يستدرجها نوفل الى مشغله، وينثرها على شكل يستعذبه الناس، ويتوزعوه من النوافذ المفتوحة، كذلك الى جانبها أصوات أخرى، تقبع في الوجه الاخر للحياة، يشيح الناس عنها صدقاً أو ادعاءاً، لكونها خادشة بنظرهم لا تراعي قواعد الأخلاق العامة والأعراف الاجتماعية السائدة، وهي في حقيقة الأمر متداولة على أسماعهم خلف الأبواب الموصدة، تنفلت بحسب الأهواء، ويجري تكرارها في الجلسات المغلقة، يتناقلونها بخفة على أجنحة المرح والتفكه، يرددونها بدافع استدعاء الشعور بالابتهاج والترويح عن النفس، وغالباً ما يتبارون على تقولها مع تمليحها، يزيدون وينقصون مع إضافة مقدار من البهارات والرتوش اللفظية عليها للإثارة والتشويق، ولكنها مع ذلك كله تبقى متوارية حبيسة المزاج الطاغي، يلفها الكتمان تحت غطاء الاحتشام، لا يجهر بها في العلن وغير صالحة للنشر، ربما تعلقاً بأهداب الفضيلة. لا أنكر ما أثاره الكتاب فيَ من أحاسيس ومشاعر متباينة، فهو يفتح نوافذ على حقائق اجتماعية ومفارقات غرائبية صارخة وصادمة، ولم يكن نوفل منتج هذه المدونة كالنعامة تخفي رأسها كي لا ترى، بل نسج من سداها ولحمتها قماشة اجتماعية، ضمت ثنائيات من المعاني المضادة في الحياة، الأولى فضيلة وعفة وجمالية تطفو بائنة فوق سطح الأرض دوماً، والثانية انحراف وفاحشة وتعرية تتدارى مقصية في أخاديد القاع، مغطاة بترسبات الزمن، فقدم لنا استذكارات مكثفة تفيض بجمالية أساليب التعبير، تقترن بالمرح والخفة والظرف والخبث، تتعامد فيها حشود من المعاني: نور وعتمة وتفاؤل وتشاؤم وآمال وخيبات وأفراح وأحزان وضحك وبكاء وخسارات وانكسارات وابتكارات وفطنة ونجاحات وحكمة وغباء وعبث وفحش وتعرية وتيه وجنون وتمرد وسلب الحرية وتصدعات نفسية. كانت عوالم السخرية وما تزال مرتعاً ومعيناً خصباً للإنتاج الأدبي بكل أجناسه، فما بالك إذا كانت هي أهم المكونات الأساسية في صياغة السردية الساخرة التي راح نوفل بما يمتلكه من مهارات وقدرات، يفوج سابحاً في بحرها المترامي مواجهاً أمواجه العاتية والمتلاطمة، ولا تفوتنا هنا الاشارة الى أن السخرية أصلاً تنبثق من الحياة الواقعية، وتهتم بالانحرافات والحماقات الخارجة بالسلوك الفردي أو الجماعي عن الأعراف التي يفرضها المجتمع وتقاليده السائدة. يمكننا القول بأن السخرية تقوم بتسليط ضوء كاشف على ما هو مسكوت عنه في الحياة الاجتماعية، وتنطلق من لحظة تمرد، تتوج بطبيعتها في أكثر الأحوال بابتكار النكتة بصفتها منجز فردي قريب من الفن، فالأصل في الفن أن يدخل البهجة على قلب الإنسان ويرتقي بالذائقة، وهو ما تبتغيه السخرية في تحقيق المتعة التي لا تخلو من فائدة. وترتد النكتة في خاتمة المطاف بصدى مؤثر ذي امتدادات على النفس يتملك العاطفة، وهي ذات صلة وثيقة وثابتة مع الضحك، وحينما تتسع مساحة التلقي باجتماع أعداد من الناس يزداد بالتوازي الاحساس بملامسة السخرية ويرتقي الشعور بتذوق النكتة، فضحكتنا هي دوما ضحكة الجماعة، والنكات التي يطلقها الناس في أساسها تنفيس عن المكبوت من العواطف بحسب وجهة نظر فرويد، إذ تؤدي وظيفة اجتماعية صحية متعلقة بعلاج النفوس، وكل ما يحتاجه المرء لإدراك قيمة هذه الوظيفة هو القاء نظرة سريعة على معنى الضحك، بغية الوصول الى تفهم ما يحيط بدلالة السخرية، ودعونا نتأمل نظرة الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط الى الضحكة بكونها مفارقة",متأتية من توقع ينحل الى لا شئ",، وتتسع رؤية رجل اللاهوت الامريكي رينولد نيبور الى الضحك على أنه",نوع من المنطقة الفاصلة بين مجال الإيمان واليأس",، ويضيف على ذلك ما يفيد بأننا",نحافظ على سلامة عقولنا بالسخرية من سخافات الحياة",، دون أن ننسى كون الضحك يتخذ طابعاً مراً، وهو ما يؤكد عليه الشاعر الانجليزي فليب سدني في كتابه المعنون (الدفاع عن الشعر) حين يرى بأن",السخرية ليست أكثر من محاكاة لما نرتكبه من أخطاء في حياتنا",، ويراها الشاعر والكاتب المسرحي بن جونسون متسقة مع هذا السياق بأنها",حماقات واعتبرها أقل بكثير من الجرائم تلك التي تستحق الاستنكار",، ولهذا يخطئ ويجانب الصواب من يعتقد أو يظن بأن السخرية بريئة غير خادشة، كذلك يمر على تعزيز هذه الرؤية مخرج الافلام الكوميدية ماك سينيت المعروف بسيد السينما الصامتة حين كتب يقول:",أساس النكتة هو المساس بكرامة الانسان وضياعها",. إن ما فطن اليه ماك سينيت فيما سماه بضياع الكرامة، وما عناه رينولد نيبور بسخافات الحياة هي حقائق ماثلة في صميم السخرية، ومتجلية في ميدان الكتابة الساخرة، وإذا تفحصنا الامر بتمعن نجده يفضي الى نتيجة لا تقبل الالتباس بكون السخرية جارحة تمتلك القدرة على انتهاك ما يفرضه المجتمع من حدود، فهي تتوسل أية ملاذات تصل بها الى أعلى قدر من الضحك وأكبر قدر من التندر على شاكلة الاستخفاف والتهكم والازدراء والتعريض والتعرية. وثمة مفارقة صارخة في هذا الصدد، ذلك أن السخرية التي تسافر على أجنحة الكلمات، وتقترن على الدوام بخفة الظل، هي الأكثر خفة بين الأشياء، ولكنها تتخذ وزناً ثقيلاً فيما بعد لما تتمدد وتتساقط بقوة على أرائك الضحك المتراكب مع المرارة والغضب. يمدنا نوفل في هذا المنجز الأدبي بشلال من البوح الجريء عن المخبوء الذي يسيح في فضاء السرد ويتمدد على بساط من الصور والكلمات المتراصة المحوطة بأنفاس الناس البسطاء ونبض عناصر الأمكنة وروائح الحلة الوديعة، يرمي بسنارته الى أبعد الأمواج وأعمق الأماكن، يخرق نوفل تابوهات المجتمع، ويكسر محرمات أعرافه ومحاذير تقاليده، ويقفز على أسوار الكلام الهامس، يتبدى ذلك في جرعات عالية من الجرأة، لم يتحرج من اعادة انتاج ما رآه من شواهد، وصياغة ما سمعه من مرويات، يشق فيه طريقاً متفرداً، يسير في حقل الكلمة الساخرة، متجرداً عن أية سطوة على المخيلة أو ضواغط على العقل، وربما خارج نطاق تفكيره ما تفرضه الروابط الاجتماعية من مكبلات وما قد يلاقيه من تداعيات بسبب اشاعة مثل هذه المرويات التي تستفز المخيال وتستثير العقل، وتترك أثراً وظلالاً مع سبق إصرار وترصد. خطوة نوفل هذه ليست على مقاس ما هو معهود في مثل هذه الأحاديث",أكلك ولا تكول",، وربما أنه في هذا البوح المنفلت بجرعاته العالية من الصراحة، بما فيه من وخزات ولسعات، يتوكأ على عكاز حرية الابداع الأدبي، لاسيما أنه في مجال السخرية اللاذعة التي هي أساساً نوع من تطهير النفوس وليست مجرد اثارة أو تسلية. أحمد ناجي أقرأ أقل



المؤلف

 نوفل الجنابي  | ارض الكتب

نوفل الجنابي




كتب اخرى للمؤلف

كتب فى نفس التصنيف

اقسام الكتب ذات صلة

ارض الكتب - اقتصاديات الاراضى والطاقة اقتصاديات الاراضى والطاقة
ارض الكتب - الموسيقى الموسيقى
ارض الكتب - علم الأخلاق علم الأخلاق
ارض الكتب - العمارة العمارة
ارض الكتب - قواعد البيانات قواعد البيانات
ارض الكتب - اللغة العربية اللغة العربية
ارض الكتب - علم النفس الفردى علم النفس الفردى
ارض الكتب - الذكاء الذكاء
ارض الكتب - الرياضيات الرياضيات
ارض الكتب - الاقناع الاقناع
المزيد من أقسام الكتب

مؤلفو الكتب

ارض الكتب - صالح محمد طليس صالح محمد طليس
ارض الكتب - Centre d'Ecoute et d'Orientation pour Femmes Agressées Centre d'Ecoute et d'Orientation pour Femmes Agressées
ارض الكتب - محمد سعيد القطاري محمد سعيد القطاري
ارض الكتب - Adil El Khanchoufi Adil El Khanchoufi
ارض الكتب - فاطمة الملحم العارمي فاطمة الملحم العارمي
ارض الكتب -  شريفة الشريف شريفة الشريف
ارض الكتب - سلوى االعناني سلوى االعناني
ارض الكتب - عقيل صهيب يوسف عقيل صهيب يوسف
ارض الكتب - عارف خليل أبو عيد عارف خليل أبو عيد
ارض الكتب - خالد مقابلة وعلاء السرابي خالد مقابلة وعلاء السرابي
المزيد من مؤلفى الكتب