وصف الكتاب
(باولا.. قصص عن غير الناطقين بها) عمل إبداعي للقاص عبد الله الزيود ينهض وفق عمليتي الخلق والتلقي. يوحي بقصدية مؤداها تغير مفهوم القراءة وتقاليد التلقي، إلى قصدية أخرى اتبعها الزيود قادته إلى أفق انتظار أكثر رحابة وانفتاحاً يتمثل في البحث عن أدوات أخرى لتقديم الأحداث داخل النص، وهذا ما يتحقق في ما اصطلح على تسميته بـأفق ",القراءة الفطنة", (Lecture avetie). وهو ما يجعل المتلقي في حالة بحث دائم عن البعد الخفي المطمور بين السطور.
هكذا يختار عبد الله الزيود مجموعة من الوجوه ويتناولها بالسرد والوصف والتحليل، لذلك تبدو الوجوه في هذا العمل تمثيلية يعكس كل واحد منها حالة معينة، والمؤلف هنا لايقف عند حدود الوجه وملامحه بل نجده يرسمه، ليكشف عن خصوصيته، وهو يقوم بعمله هذا من موقع المراقب غير المشارك، وفي معظم الحالات يترك الشخصية تقدم نفسها بنفسها؛ أما لغة السرد فهي تصويرية حركية مباشرة، وأما عن الوجوه فهي كالقصص تتجاور في الكتاب ولا تتقاطع، فليس ثمة علاقة بين وجه وآخر، وليس ثمة شيء مشترك بينها...
من أجواء هذه المجموعة نقرأ قصة بعنوان «جون بولت»: ",شدني الشغف، وكنت مستعداً تماماً لما هو آتٍ، استلقيت على الحصى وزحفتُ كما يزحف الوقتُ في صدر الحزين، في يميني بندقية، وعلى جنبي خَنجر يمني، حريصاً على أن لا تنفر الكائنات من المرعى، أخذتُ الكاميرا المعلّقة في رقبتي، ورفعتُ رأسي و...
أجمل الصيد صيد العين. وضعت الكاميرا على عيني، فرأيتُ تعبي: أقربُ صورةٍ لعين ثعبان.. توجتني بكثير من الجوائز العالمية. نعم أيها الأزرق، تعاطفُ العالمِ وإعجابهم لا يعيدان البصر، ولا يعدلان ميل رقبتي اللاإراديّ أثناء الحديث. عيني الآن خّروب مبلول، وصورةُ الثعبان الذي نهشها تملأ الإنترنت.
جون بولت أو جون الأعور: مصور عالمي من سكوتلاندا.
يضم الكتاب اثنتان وعشرون قصة قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: ",فيوريلا",، ",لاشمي",، ",جولين",، ",كيرت",، ",كريمة",، ",هينانا",، ",موهميتْ",، ",بُوجا",، ",سارة",، ",جون بولد",، ",كولي شان",، ",سُهاد",، ",فيني",، ",ميري",، ",جاكولين",، (...) وقصص أخرى.