وصف الكتاب
لم يكن العالم العربي في حاجة إلى المعاجم المتخصصة في يوم من الأيام حاجته إليها اليوم، وقد تشعبت فروع المعرفة وتعددت افاقها، وتنوعت فنونها ومناحيها حتى فاقت الحصر وأعيت الإحاطة، فصارت المعاجم المتخصصة سمة مميزة من سمات هذا العصر الحديث، فلقد ولى زمن ",المعجم الشامل", الذي يحيط بكل شاردة وواردة ويرضي كل باحث مدقق فمع ازياد العلوم عمقًا واتساعًا، ثم تشبعًا وتفريعًا، ومع استعمال المصطلح الواحد في أكثر من علم بعينه، بحيث أصبح له في كل منها معنى خاص به لا يقارب معناه في العلوم الأخرى، نجد أن تصنيف معجم موسوعي شامل إنما هو ضرب من التحدي والعجز.
والمعجم بين يديك - عزيزي القارئ - وقد استغرق العمل فيه سنوات حاولنا قدر إمكاننا أن نصل فيه إلى مستوى نرجو أن يرضي الباحث المستخدم له، كما حاولنا جاهدين أن يتسم بقدر كبير من الإحاطة والشمول يفوق أية محاولات سابقة، حريصين قبل ذلك كله على أن تكون صيغة المصطلح العربي دالة على المعنى العلمي للمصطلح الأجنبي وليست ترجمة حرفية له، قد تسبب إرباكًا للمستخدم أو قد تؤدي إلى الفهم الخاطئ للمعنى المقصود.