وصف الكتاب
من الأخبار السعيدة في الوقت الحالي أننا أصبحنا نتوقع أن نعيش فترة أطول وبصحة أفضل؛ فقد أصبحت الفترة المتوقعة لحياة زوجين تقاعدا حديثًا في الولايات المتحدة الأمريكية في سن الخامسة والستين هي عشرين عامًا - أطول من الفترة المتوقعة منذ بضعة عقود مضت. علاوة على هذا، أصبحت تسمع كل يوم عن التقدمات الطبية الحديثة التي تعزز من رفاهية حياتنا، وتساعدنا على أن نجتاز صعوبات تقدمنا في العمر دون حدوث مشكلات.
أما الأخبار السيئة فهي أن الكثيرين منا لن يمتلكوا القدر الكافي من المال الذي سيساعدهم على التقاعد المريح، كما ننصح بألا نعتمد على خطط التقاعد أو التأمينات الاجتماعية أو الرعاية الصحية التقليدية. فسواء كنا ندخر المال من أجل دفع مقدم منزل أو لدراسة أبنائنا الجامعية أو للتقاعد المريح، أصبحت حاجتنا للاستثمار بحكمة أكثر إلحاحًا من ذي قبل.
يصدق بعضنا مبالغات التوفير الذاتي التي تظهر في وسائل الإعلام الاقتصادية والتي تخبرنا بما يمكننا فعله بأنفسنا؛ حيث تخبرنا بأننا قادرون على هزيمة السوق إن اشتركنا في خطط التمويل المشترك أو الأسهم التي ينصحون بشرائها. إنها تريدنا أن نصدق أننا قادرون على تحقيق الثراء بسرعة إن اتبعنا توصياتهم التجارية.
نتيجة لهذا، قد نضيع وقتًا طويلًا في البحث عن أحدث الدوريات المالية ودراسة تقارير أبحاث شركات المضاربة أو مشاهدة أخبار الاقتصاد على أمل العثور على الأسهم الجيدة لشرائها أو على أفضل من يدير استثماراتنا أو على الوقت المناسب للدخول إلى السوق أو الخروج منها. أو قد نفعل النقيض - أن نتجاهل أهمية التخطيط المالي وأن ",نأمل في حدوث الأفضل",، أو أن نقضي المزيد من الوقت في وضع خطط إجازاتنا بدلًا من خططنا المالية.
ولهذا، ينتهي المطاف بأغلبنا بالإقدام على مخاطرات غير ضرورية، وعدم تنويع محافظنا المالية بالشكل الصحيح ودفع الكثير من المال في صورة رسوم وضرائب - وهو ما تنتج عنه نتائج استثمار سيئة مع عائد ضئيل للغاية ومخاطرات جسيمة للغاية.
الحقيقة المرة فيما يتعلق بالاستثمار هي أن الكثيرين منا يخافون ولا يعلمون من أين يبدأون، حيث تبدو لنا سوق وول ستريت, كأنها مخاطرة تقف جميع احتمالاتها ضدنا. إننا نخشى لغة الاستثمارات، وترهقنا النصائح التي يقدمها لنا محللو وول ستريت، ونتيجة لهذا، لم يعد من الصعب فهم سبب ارتباك أغلبنا فيما يتعلق بما علينا فعله بأموالنا ولم نعد واثقين بكيفية اتخاذ القرارات المالية الذكية.