وصف الكتاب
الكتاب الذي بين يدي القراء, وهذه مقدمة طبعته الثانية, يتحدث عن أحداث بنغازي في فترة الاستعمار الإيطالي, أي من يوم (جليانه) إلى اليوم الذي غادر فيه آخر أيطالي البلاد, وتركت وراءها مدينة هشمتها ودمرتها القنابل, وتركتها مدينة أشباح. فقد هدم معظم المباني التي شيدتها إيطاليا ودمرت البنية التحتية, والطرق بكاملها, وأصيب سكان بنغازي في ممتلكاتهم وتاجرتهم وزراعتهم وفي أموالهم وعادوا إلى مدينتهم لا يملكون إلا القليل من حكام الدنيا وقد خصصت الجزء الأخير من الكتاب لبالبو الذي اختلفت فيه الأفكار وتنوعت الآراء.
لم يشهد العالم استعمارًا أسوأ من الاستعمار الإيطالي وتعود شدة وقسوة إيطاليا في ليبيا إلى عجزها عن القضاء على المقاومة, التي ظلت عشرين عامًا تتحداها, ولم تنجح إيطاليا في القضاء على المقاومة, إلا بعد أن اعتقلت نصف سكان برقة وألقت بهم في صحراء سرت, وبعد أن أغلقت الحدود بالأسلاك الشائكة, وقضت على حيوانات الجبل ومياهه وجعلته أرض محروقة.